– محمد بن زايد نموذجا …… على الأجيال المتعاقبة استلهام العبر من همم الرجال

حين تريد إنجاز مشروعا استثنائيا فعليك ألا تخاف، وإذا خفت عليك ألا تبدأ . استذكرت هذه المقولة ونحن نعيش ذكرى مناسبة استثنائية في الوطن العربي ألا وهي تجربة الراحل الشيخ زايد أل نهيان رحمه الله حين أراد توحيد ( الإمارات المتصالحة) نهاية الستينات ومطلع السبعينيات.، وقد حرص – رحمه الله- علي أن يسخر إيرادات النفط للتنمية الاقتصادية. وربما هذا الموضوع المتفرد يحتاج إلى بحث مطول لاتمنحه كلمات هذا المقال المتواضع حقه، وبعد مضي نحو 53 عاما علي تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة أرى أن الأجيال الحالية التي ترفل بخيرات هذه التجربة المتفردة عليها استلهام العبر من همم الرجال التي أحالت الصحراء إلى مدن تضاهي أرقى عواصم العالم المتحضر. قالوا( ان النجاع ليس سهلا، والأصعب هو كيفية الحفاظ على هذا النجاع). مامن شك أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعيش حالة من الرفاه لم تشهدها كثير من الدول، وهذا يعكس بشكل جلي حكمة القيادة السياسية بقيادة الأمير محمد بن زايد ، لقد باتت الإمارات مركزا تجاريا عالميا،فقد كشف مركز الإحصاء في أبو ظبي عن تقديرات الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبو ظبي في التسعة أشهر من عام 2022 حيث سجلت أعلى معدل نمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 10.5 بالمئة، وأطلقت هذه الإمارة العديد من المبادرات التي ترتكز على التنويع الاقتصادي وتقليل الإعتماد على النفط، ومامن شك أن هذا الإنجاز لايمكن يتحقق مالم تكن ثمة ” سياسات مرنة” توفر الأرضية المناسبة للمستثمرين، وافضت هذه التسهيلات إلى أن تكون أبو ظبي “عاصمة رأس المال”حيث أصبح المستثمرون ورجال الأعمال والمبتكرون والمحترفون من مختلف أنحاء العالم ليكونوا جزءا من القوة المالية لإمارة أبو ظبي. وحين يتسنى لك المرور بمطار أبو ظبي أو دبي يخال لك أنك في الأمم المتحدة، إذ تشاهد جميع جنسيات العالم!! وهذا ليس هيناَ، وتمكنت “موانئء دبي العالمية” من تشغيل أكبر موانىء العالم ويعمل بها نحو 97000 موظف حول العالم ،ويتميز النظام الاقتصادي في أبو ظبي بالإنفتاح، وهو مادفع أصحاب رؤوس الأموال إلى توطين استثماراتهم فيها، وقد لاحظت- أثناء زيارة خاطفة لابو ظبي أن الكورنيش الذي يمتد لنحو 9 كيلو مترات يعكس الرؤية الحضارية لهذه المدينة الفتية. لاشك أن التجديد هو سمة القيادات الناجعة، لأنها تعي جيدا أن السكون أولى خطوات التراجع ومن ثم الفشل، ولهذا أتت خطوة الأمير محمد بن زايد بتجديد دماء القيادة السياسية حين تم تعيين الشيخ خالد بن محمد وليا لعهد أبو ظبي، وقد تم اعداده بشكل جيد قبل إسناد المنصب القيادي له، فهو خريج اكاديمية سانت هيرست العسكرية الملكية، وتدرج في المناصب ( نائب مستشار المجلس الأعلى للأمن الوطني ثم رئيسا لجهاز أمن الدولة، كما ترأس مكتب أبو ظبي التنفيذي في لجنة أبو ظبي للشؤون الاستراجية. كما تم تعيين الشيخ منصور بن زايد نائبا لرئيس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، نائبا لرئيس الدولة. وتعيين الشيخ طحنون بن زايد نائبا لحاكم أبو ظبي وهزاع بن زايد نائبا لحاكم أبو ظبي. أتت التعيينات لتعكس وعي القائد بضرورة مواكبة المتغيرات التي تطرأ على العالم، وهذا الإجراء ترجمة لقائد حاذق يدرك ماذا تريد القيادة التى ترنو لمستقبل شعوبها بمعطيات الحاضر والمستقبل . كما ذكرت آنفا، تجربة الإمارات تحتاج إلى بحث مطول لتسليط الضوء علي إنجازاتها. وفقكم الله لما فيه خير لمستقبل الإمارات

بقلم: المحامي سعود مطلق السبيعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *