نايف صالح المطوطح يكتب:
العمل الفردي لم يعد مقبولاً وعلى التيارات السياسية ألا تتجاهل إرادة الناخبين
الزمن كفيل بأن يكشف ماكان مخبوءاً عن الناس.
هكذا هي قوانين الحياة في المجالات كافة، إذ قد تستطيع- وأنا هنا أتحدث عن السياسيين- أن تقتات على الشعارات البراقة عبر إطلاق التهديدات لخصومك أو أن تجيد فن الخطابة وكيفية التعامل مع الميكروفون مستخدماً لغة تناسب تماماً ألم الناس، وهو مايسمى لباقة ب” الإتجار بهموم السواد الأعظم من الشعب”، كل هذا قد يضمن لك أن تكون نجماً في عيون الشعب..لفترة من الزمن فقط، ولكن- كما ذكرنا آنفاً- الزمن كفيل بأن يكشف المتاجرين بقضايا الأمة، إذ ذاك فإن السخط سيكون بحجم ماسرقته من نجومية.
* * *
أرى أن هذه المقدمة فرضها “الواقع الانتخابي” المزري الذي يراقبه الكويتيون بحسرة وألم، إذ بعد نحو 60 عاماً من التجربة الديمقراطية نجد أنفسنا أمام حملات انتخابية أقل مايقال عنها أنها هزيلة، ليس فقط تخلو من البرامج الإنتخابية بل فاقدة لأبسط مقومات العمل السياسي!!.
في العمل البرلماني لاقيمة للعمل الفردي، لأنك مهما كنت جاداً ونشطاً في منظومتك البرلمانية فإن جهودك تذهب أدراج الرياح، ولن أتطرق لما يطرحه المرشحون هذه الأيام ،لأنه لايستحق أن ” أغث” القاريء الكريم بمضمونه.
* * *
لقد لاحظنا أن العمل الفردي – بغض النظر عن مضمونه – كان سمة جميع المرشحين بمن فيهم مرشحي التيارات السياسية، وأقصد هنا أهم التيارات السياسية: الحركة الدستورية ” حدس”( وهي الإسم الحركي لتنظيم الإخوان المسلمين ) والجمعية الثقافية والتنظيمات الليبرالية – باختلاف مسمياتها – والتجمع الإسلامي السلفي، إذ بدا مرشحو تلك التيارات غير مسؤولين عن حركية العمل الجماعي؟!
وهذا يرجع لسببين لاثالث لهما” إما أن تلك التيارات منظمة ولديها القدرة على إلزام مرشحيها ونوابها في البرلمان ببرنامج انتخابي واضح المعالم والأهداف ويحكمه برنامج زمني، وإما أنها لاتبالي بالناخب لإعتقادها أنه لن يحاسبها! وأنا هنا أربأ بأعضاء المكاتب السياسية لتلك التيارات من الشق الثاني لطرحنا.
* * *
إن الكويت تمر بأسوأ مراحلها وعلينا جميعا أن نشارك في صوغ “حل” يساعد في خروج الكويت من المرحلة التي تعيش، وأرى أن العمل الفردي لم يعد مقبولاً وعلى جميع التيارات السياسية التي تتجاهل إرادة الناخب من خلال عدم تقديم برنامج عمل لأعضائها في مجلس الأمة أن تعيد التفكير ملياً بطرحها، لقد تركوا برامجهم الإنتخابية واستغلوا أسماء القبائل لضمان نجاح مرشحيهم!! وهو الأمر ذاته استخدمته التيارات الليبرالية ولكن اعتمدت على أسماء العوائل التجارية!!
تلك التيارات- وإني أكاد أسمي- تجتمع تحت الأقبية وتخرج علينا بمسميات ” حركة” أو ” تجمع” فهل هذا السلوك السياسي الهزيل يؤدي إلى نتيجة مرجوة؟!.
* * *
لن نجامل على حساب مصلحة الكويت
إن المسؤولية كاملة تقع أولا وأخيراً على أعضاء مجلس 2023 ، الشعب يعلق عليكم آمالا عدة فأرجوكم إتركوا المكاسب الآنية التي لاتصلح وضع بلد لطالما تعرض لنكبات مخيفة.
لم يعد في الجلد متسع للنصال.