الحكومة تحتاج إلى وزير يدير معاركها مع النواب
مقال / سعود السبيعي
تذكرت كلمة الراحل الفنان كمال الشناوي في فلم” الإرهاب والكباب ” وهو يفاوض ” الإرهابيين” الذين احتجزوا المراجعين في مجمع الحكومة ، حين خاطبهم قائلا:” الحكومة ملهاش ذراع عشان يتلوي”، في إشارة واضحة الى أن الحكومة لديها من الأوراق مايكفيها للي ذراع أي تيار سياسي يحاول إحراج الحكومة .
حكومات سمو الشيخ نواف الأحمد التي شكلها والتي سيشكلها تخلو من” اللاعب” الذي يعي جيدا كيف يستخدم إمكانيات الحكومة الهائلة في مفاوضات مع القوى السياسية في مجلس الأمة.
علي بدائية العمل السياسي في مجلس الأمة مقارنة بالبرلمانات العالمية نجد حكومتنا مكشوفة تماما أمام ليس فقط التيارات السياسية بل تجاه الأفراد أيضا !!
وفي قراءة سريعة لأداء القوى السياسية الكويتية
أفرادا وتجمعات سياسية نجد أن ديناميات تلك القوى ليس لديها ” حنكة” سياسية واضحة المعالم والأهداف، وكثيرا مالاحظنا نائبا محسوبا على تيار سياسي ما يقدم على تقديم مقترح أو تصريح أو موقف سياسي أقل مايمكن أن يوصف بأنه” مراهقة سياسية ” وبديهياً يفترض أن تسهل تلك الممارسة مهام الحكومة في المجلس .
في الحكومات السابقة كان رئيس الوزراء يعتمد علي ” وزير ” تسند إليه مهمة ” تضبيط” النواب ، وهنا نتحدث عن الأمثلة ولا يعني موافقتنا على الأسلوب المستخدم حينها.
حكومات الشيخ جابر المبارك كان يعتمد على الشيخ خالد الجراح وقد نجح الأخير في كسب أغلبية نيابة “وحيّد” آخرين، إلا أن المحصلة كانت سيئة لأن نظرتهم كانت قصيرة الأمد، لقد أفسدوا العمل النيابي والحكومي معا، ولانريد الخوض في كيفية إفسادهم للعملية السياسية لأنها معروفة.
وفي حكومات سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله- رحمه الله حينما كان وليا للعهد ورئيسا للوزراء كان يعتمد ” تكتيك” اللعب على مصالح القوى السياسية وخلق صراعات بين تلك القوى، وقد عاصرنا تلك المرحلة وتابعنا كيف تم خلق تنافر حاد بين التيارات الدينية ممثلة بالحركة الدستورية والتيار السلفي وبين القوى الوطنية ممثلة بالمنبر الديمقراطي والتحالف الوطني الديمقراطي، وقد أفضت النتيجة حينها إلى صعوبة التنسيق بين تلك القوى.
سمو الشيخ أحمد النواف..
حكومتك تحتاج إلى ” لاعب” يمتاز بقدرة وخبرة تفاوضية عريقة في مجال إدارة الصراع في مجلس الأمة، لديه قدرة ليس فقط إجراء المفاوضات في الغرف المغلقة، بل صناعة ” معارضة مركبة” إن دعت الضرورة، وهذا الإجراء معمول به في أعرق البرلمانات العالمية.
وفي قراءة سريعة لما هو متاح أمام الشيخ أحمد النواف أرى أنه ليس أمامه سوى الشيخ أحمد الفهد، هذا الرجل لديه إمكانيات هائلة إلا أنها للأسف الشديد معطلة، وهذا ظلم ليس لأحمد الفهد بل للكويت.
وأيضا هناك كفاءات وطنية نرى ضرورة الاستعانة بها أبرزها رئيس مجلس الأمة الأسبق والمستشار السابق في الديوان الأميري علي الراشد، وأراهن أن الفهد والراشد إن تم الاستعانة بهما- سيشكلان ثنائيا محترفاً للدفاع عن حكومة النواف ولديهما القدرة على أن تتجاوز حكومة النواف المعارك المفتعلة التي سيثيرها خصومه.
الشعب الكويتي بكل أطيافه وصل إلى مرحلة مرهقة، وأخشى أن يفقد الثقة في حكوماته وهذا ما نخشاه .