لست متشائماً … ولن أكون.
فنتائج انتخابات مجلس2023 أفرزت مايشبه” الهدية” من الشعب الكويتي إلى وطن مثقل بالمشكلات على مختلف الصعد.
وفى قراءة سريعة لنتائج الانتخابات التي ذكرت نجد أن غالبية النواب من الفئات العمرية وهو مايمكن تسميته لباقة ب”الشباب”، مايعني أن لدى النواب الجدد مخزون هائل من الجهد سيبذلونه في قاعة عبدالله السالم، وقد تجد الحكومة نفسها عاجزة عن استيعاب قوة الاندفاع النيابي..إن لم تحسن قراءة نتائج الانتخابات.
وفي المقابل، نرى أن سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف يحظى بشعبية لم يسبق أن حظي بها رؤساء الوزارات السابقة وهو من دون شك يستحق ذلك.
ولكن هذا ليس كافياً لتحقيق إنجاز يبعث الأمل في نفوس أهل الكويت.
الإجماع النيابي في ديوانية النائب محمد هايف- باستثناء عدم حضور النائب مرزوق الغانم- يجب على الحكومة أن تقرأه جيداً .
ففي المجالس السابقة كانت الحكومة تواجه مشكله أن كل كتلة نيابية تتبنى طرحاً مغايراً لنظيرتها وهو مايربك الحكومة في كيفية التعامل مع توجهات نيابية متباينة في الأهداف، أما الآن فقد وحّد النواب صفوفهم ووضعوا مايمكن تسميته بخريطة طريق نيابية وأصدروا بيانا لكي يكون الشعب الكويتي شاهدا على “النوايا”.
إذن، الكرة في ملعب الحكومة، فهل لديها وزير حاذق يعرف كيف يستثمر البيان النيابي لمصلحتها؟.
في جميع برلمانات العالم ثمة وزير PLAY MAKER يجيد سياسة الاحتواء ، ويعرف كيف يتعامل مع القوى السياسية في مجلس الأمة، ضرورة العمل الديمقراطي تستدعي وجود مثل هذا الوزير.
ومن منطلق الحرص على نجاح المجلسين- الأمة والوزراء – أرى أن الشيخ أحمد الفهد أفضل شخصية ممكن أن يكون” مهندس” التعاون بين السلطتين وذلك لإعتبارات عدة، فهو يتمتع بشعبية كبيرة ولديه مخزون من الخبرة في التعامل مع النواب والتيارات السياسية وهو مايؤهله لأن يكون” بوابة الصد” عن حكومة الشيخ أحمد النواف.
يجب على الحكومة ألا تعتقد أو تفسر أن إجماع النواب على ضرورة التعاون على أنهم سيتهاونون في أداء واجباتهم في التشريع والرقابة، بل على العكس من ذلك تماماً .
لذلك نتمنى على سمو الشيخ أحمد النواف أن يختار فريقاً لديه القدرة على استيعاب نوايا النواب نحو الإنجاز، وهو لايتحقق إلا بوجود وزير ذو مواصفات متمايزة .
رئيس تحرير ” مباشر نيوز” نايف المطوطح