– من الذي سرق الألفة والتواضع والكرم من بلادي ؟!
– لماذا التنمر على الفنان الإماراتي أحمد العونان المتألق و الجميل في كل شيء !
كتب سعود سليمان النبهان :
من سرق من مجتمعنا تواضعه وألفته و من زرع فيه العنصرية بهذا الشكل اليومي … ما الذي جرى بل ما الذي يجري ؟!. كيف أصبحنا نتنفس العنصرية ليلاً ونهارا في هذا البلد الذي جبل على المحبة والتواضع والكرم وتقبل الآخر بغض النظر عن خلفياته وأصوله؟ . أين ذهبت الألفة التي كانت تميز المجتمع الكويتي طوال عقود بل طوال قرون من الزمن … من الذي سرقها وكيف أصبحنا نتنمر على البعيد والقريب والأخ والغريب؟ . قبل يومين سعدنا بخبر منح دولة الإمارات العربية المتحدة الجنسية للفنان أحمد العونان وهذا ليس بغريب علي شيوخ وحكومة الإمارات التي أبهرتنا بالتطوير والتقدم والنمو والثبات والعزيمة والمواقف الانسانية النبيلة في كثير من الأحداث . و الفنان القدير أحمد العونان المتألق و الجميل في كل شي .. في فنه وأخلاقه و تواضعه ذاق المرارة والهم و تجرع الحاجة والعوز في مسيرة حياته كاملة حيث عاش بين جدران الوطن و سككه وفرجانه بلا جنسية . اليوم عندما يصبح الفنان أحمد العونان إماراتياً فهو ليس بعيد ، وكما قال خرجت من داري وذهب لداري وخليجنا واحد . سعدنا بمنحه شرف الجنسية الإماراتية كما فرح الكثيرون لأن هذه الخطوة تعني إنهاء معاناة هذا الفنان من وضعه كبدون في الكويت ، ولكن كالعادة ظهرت بعض الأصوات الناعقة التي أخذت تتنمر عليه بسبب هذه الخطوة التي لم يتخذها ولم يسع إليها إلا بعد سنوات من الانتظار المرير للجنسية الكويتية ولتعديل وضعه، فأصبح لزاماً عليه البحث خارج الصندوق ، لتأمين مستقبل أبنائه في ظل أوضاع لا ترحم. لم يسلم بو فواز من الأذى رغم أنه جميل في كل شي قدمه للكويت ولم يذهب بعيداً بل إلى الإمارات الشقيقة التي تربطها بالكويت أواصر المحبة والأخوة والسلام. فما حدث للعونان يحدث لغيره كل يوم ، فبين وقت إلى آخر نتفاجأ بأخبار وتعليقات تقطر عنصرية وكراهية ، وكأن العنصريون مصرون على تشويه صورة الكويت التقليدية كبلد للخير والحب والسلام وتقبل الناس مهما كانوا. أتمنى من كل قلبي أن يفكر الجميع قليلاً، أو كثيراً، بما تستحقه الكويت منا للحفاظ على صورتها النقية الجميلة النبيلة، وأن نحاول استعادة تراثها الانساني العريق حيث كان الجميع يتشارك في حبها الوافدون مع أهلها الطيبين من دون نعرات طائفية و عنصرية و غيرها .