في العمل السياسي، لامكان للمجاملة والمحسبوية والمواقف الضبابية، لأن نتائج عملك- سلباً أم ايجاباً – مرتبط بشكل حتمي بحاضر ومستقبل الدولة.
وللأسف الشديد الكويت مرهقة- سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ورياضياً وفنياً ولا يوجد مايدعونا لأن نبتسم، بل أصبح حال أبناء الكويت يدمي القلب، فهم حين يسافرون ويشاهدون ماوصلت له دول الخليج العربية من تقدم يفوقنا بسنوات يشعرون بالخجل وتصيبهم الحسرة والألم.
أقول هذا ليس من باب جلد الذات بل لمناسبة مايتردد عن إعادة تكليف سمو رئيس الوزراء الشيخ أحمد النواف أعادة تشكيل الحكومة المرتقبة، وأتمنى على سموه أن يكون كريماً بتقبل رأينا.
ياسمو الرئيس..
لم يسبق أن حظي رئيس حكومة بترحيب وتأييد كما حظي سموك، ومامن شك أنك تستحق هذا الترحيب لإعتبارات عدة ، جلها يؤكد أنك نزيه ولديك النية الصادقة لخدمة بلدك الكويت . ولكن هذا ليس كافياً للنهوض ببلد ينوء بالمشاكل بسبب سوء أداء الحكومات المتعاقبة،وأيضا النوايا الصادقة لاتبنى وطناً.
ونرى- كما يرى كثيرون من أبناء هذا الوطن الغالي- أن أولى خطوات النجاح تتمثل بالفريق الوزاري الذي ستختاره، وأقولها وأنا محب لك، بعض وزرائك( ماينطلع فيهم ) و ليس لديهم الكفاءة لأن يدير وزارته، بل الأمر أخطر من ذلك حين يكون وزير المالية مشروع أزمة بين السلطتين، هذا الوزير لايعرف كيف يدير وزارته، وهو معذور لأن آمكانياته لاتسعفه ولاتمكنه من تقديم مايستحق أن ينظر له بعين الرضا ، لك أن تتخيل أن هذا الوزير لايعلم أن أحد موظفيه(استلم) إيجار من الشركة التي تدير سوق(شرق) والعقد مع أملاك الدولة قد انتهى؟!!. وأوقع الحكومة في حرج شديد، أضف إلى ذلك علاقته مع الشركة التي أتهمت بعمليات غسيل الأموال بقيمة 80 مليون دينار، وتم على إثرها منع وزير التجارة الأسبق فيصل المدلج من السفر( هذا الموضوع يفترض أن تتم إقالته وإن كانت الحكومة مستقيلة واسناد حقيبته إلى وزير آخر بالتكليف).
بدأنا مقالنا بأن حاضر ومستقبل الأوطان لايحتاج إلى مجاملات، فأرجوك ياسمو الرئيس لاتجامل علي حساب الكويت.
وزير كانت له علاقة مع شركة متهمة- قضائيا- بعمليات غسيل أموال فكيف تسمح له أن يشارك في اجتماعات مجلس الوزراء؟!!.
ياسمو الرئيس، باعتقادك، حين يرى المواطنون ردة فعلك تجاه وزير المالية بهذه الصورة، ماذا عساهم أن يقولوا؟.
مازلنا نراهن على قدرة الشيخ أحمد النواف وكفاءته للخروج من المأزق الذي نعيش.
وفقك الله لمافيه خير ومصلحة الكويت.